د. نسمة الكردي تكتب..المزيج النادر بين الرياضي والأكاديمي

في مزيج إنساني فريد وغير مألوف؛ يأتي الأستاذ الجامعي القادر على الجمع بين تفوقه العلمي والرياضي في أي من الألعاب الرياضية الجماعية أو الفردية؛ فهو شخص اعتاد منذ التحاقه بكليته؛ مرورًا بتخرجة وتدرجه في المناصب المهنية والبحثية على تحمل المسئوليات، وتأديتها على الوجه الأمثل، إلى جانب الالتزام بالتدريبات الرياضية القادرة على تفريغ الشحنة السلبية، وتوفير مناخ نفسي مناسب؛ ينمي لدى الأكاديمي محفزات الأمل والتفاؤل، والمرونة، والكفاءة الذاتية؛ فيما يعرف برأس المال النفسي الإيجابي.
والأكاديمي الرياضي هو البارع في تحقيق المعادلة الصعبة بتوازن فائق الجودة؛ يلبي نتطلبات الالتزام بالمهام التدريسية اليومية داخل صروح وأروقة الجامعات والمراكز البحثية من جانب، وبين إعداد البحوث والكتب العلمية لأغراض التدريس، أوالترقية، أو الاستزادة المعرفية العامة من جانب آخر، على نحو مواز من الحفاظ على النسق والقوام البدني والرياضي .
ورغم صعوبة المعادلة وما تحمله بين طياتها من تحديات وصعوبات على مختلف الأصعدة؛ إلا أن شخصية الباحث الجامعي هي الأجدر على بلوغها وإدراك ثنايا تفاصيلها الدقيقة؛ ولم لا؟! فهو الشخص الذي ينظر له الجميع علي أنه المثل الأعلى والقدوة التي ينبغي الاقتداء بها في كل شيء؛ في مظهره، وتصرفاته، وأسلوب حديثه، وطرق تفاوضه وإقناعه؛ في مزيج إنساني فريد؛ يجمع بين سمات الهدوء، والمرونة، والرزانة، والثقة بالنفس، والتي لا تخلو من روح الود والألفة، بل قل من حزم وصرامة محسوبة؛ دون تعصب أو انفعال، تعاطف ولين؛ بلا ذلة أو انكسار.
وإن أردت الاقتراب أكثر من التركيبة الشخصية للأكاديمي الرياضي، فألخص لك الأمر في كونه الشخص الذي نشأ منذ نعومة أظافره على فلسفة حب التميز عن الآخرين، والتحليق بعيدًا عن سرب القولبة والتنميط، والهروب من الدوائر الفكرية المغلقة إلى عالم الابتكار والإبداع؛ متخذًا من عقيدته الإيمانية الراسخة، وأخلاقه الرياضية؛ كالشجاعة والإقدام الممزوج بالتواضع، والشهامة وسيلة لتقديم أفكاره البناءة ، والسعي قدمًا نحو بلوغ آليات تطبيقها، فهدفه الأسمى ليس مجرد تحويل النماذج النظرية المجردة لتكنيكات علمية، بل إضفاء اللمسة الإبداعية على كلا المنتجين العلمي والرياضي؛ سواء كان بحثًا أو كتابًا أو تطبيقًا عمليًا؛ أو انتصارًا رياضيًا بلعبته المفضلة.
والرياضي الأكاديمي المبتكر يقرأ أكثر مما يكتب، وينصت أكثر مما يتحدث؛ ويتدرب أكثر مما يسكن، يترفع دومًا عن صغائر الأمور التي تحول دون الانتظام في واجباته الرياضية والبحثية؛ سلاحه كامن في أدواته البحثية والرياضية التي تشبع رغباته اللامتناية في بلوغ الانتصارات داخل وخارج الملعب والساحات الرياضية التي ينطلق منها نحو بلوغ آفاقه العلمية والبحثية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
السمنة: أطباء بريطانيا يستعدون لتقديم لقاح "ويغوفي" لإنقاص الوزن الظهور الأول ل «بنزيما» بقميص اتحاد جدة السعودي البنك الدولى: مصر والسعودية ستتفوقان على أمريكا وأوروبا فى النمو الاقتصادي خلال احمد بهاء شعبان لـ السلطة الرابعة: كثرة المتحاورين بالحوار الوطني يضعف نتائجه.. والحركة المدنية أبلت حسنا وفق الإمكانات.. ولم نتفق على مرشح رئاسي حتى ... أول تحرك برلماني ضد اجبار المواطنين شراء مستلزمات المرور بأسعار مرتفعة للترخيص رغدة نجاتي: التوسع في التصنيع الدوائي يدعم القارة الأفريقية اقتصاديا من المحلة إلى الحوار الوطني... في ثاني جلساته "العدل" يستضيف رؤوساء الأندية وكبار اللاعبين والأبطال بالمحلة طلب احاطة ل"وزير التعليم" حول خطة الوزارة لإضافة مناهج لتدريس الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني المراحل التعليمية المختلفة  المنطقة الغربية العسكرية تنظم لقاء مع عدد من شيوخ وعواقل مطروح بتكلفة استثمارية تتجاوز 10 مليارات دولار مدبولي يشهد توقيع اتفاقية لإنشاء مشروع لطاقة الرياح بقدرة 10 جيجاوات