الوفاء يقهر المسافات.. حكاية أقباط الصعيد والأسقف المُستبعد
أقباط الأقصر يزورون وادى النطرون للاحتفال بعيد تجليس اسقفهم المستبعد من 19 عامًا

فى لافتة وفاء ومحبة .. ينظم أقباط محافظة الأقصر زيارة اواخر الاسبوع الجاري إلي دير الصليب بوادى النطرون للاحتفال بالعيد الثالث واربعون على تجليس الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر واسنا وارمنت، حرصًا من أبنائه ورعاياه التهنئة بعيد تجليسة رغم أستبعاد الأسقف من مسئولية الإيبارشية قبل 19 عامًا.
واعّد ابناء الكنيسة من الاماكن المختلفة فى الأقصر إلي رحلة تضم ما يزيد عن مائة شخص واسرة لزيارة اسقف الإيبارشية المحبوب لديهم رغم ابعاده عنها، ويحرصون على حضور القداس الألهي معه والجلوس لمحاكاه ونوال البركة والصلوات.
الانبا امونيوس رجل ناسك يحرص على فضائل الرهبنة ويتعبد بعيدًا عن ضجيج المدينة عقب قرار استبعاده الصادرمن مجمع الأساقفة عام 2000، وطالب مرارًا الكثيرين من ابناء الإيبارشية عودته مجددا للخدمة ونظموا وقفات امام المقر الباباوي بالعباسية ليطالبوا البابا تواضروس بعودته، وايضا فى استقبال العديد من الأساقفة الزوار ومنهم سكرتير المجمع المقدس السابق الانبا رافائيل طالب الأهالي واستقبلوه بصور الأسقف المستبعد تعبيرًا عن حبهم له –دون جدوى.
ترجع مواليد الانبا أمونيوس إلي مركز المراغة بمحافظة سوهاج فى 22 يناير 1942، حصل على بكالوريوس الطب البيطري عام 1976.، خدم بالتربية الكنسية حتى عام 1972، رُسِمَ كاهِنًا عام 1973، وترهبن فى دير الأنبا بيشوى العامر بوادى النطرون باسم الراهب القس أنجيلوس الأنبا بيشوى.
نظرًا لنشاطة الخدمى ومحبته للجميع عَيَّنَهُ قداسة البابا شنودة الثالث نائبًا بابويًا لإيبارشية الأقصر عام 1974، وتزايدت حالة الحراك وتنامي الخدمة الكنسية بالأقصر، وسيّم أسقفًا على الأقصر وأرمنت وأسنا فى 13 يونيو 1976 م؛ ووسط موجه الاعتقالات ايام السادات طالت الأسقف ضمن المفكرين ورجال الدين فى سبتمر عام 1981، واعتقل بسجن المرج.
وعقب انفراج الامر وعودته للخدمة مجددا ازاد ثمار الخدمة ووضع نظام كنسي صارمًا للخدمة وفق التعاليم الرهبانية الصحيحة مما اغضب اصحاب المصالح وارسلوا شكاوي للبطريرك آنذاك، وبعدها جاء قرار المجمع المقدس باستبعاده من الإيبارشية وعقب عزله شكل البطريرك لجنة بابوية مكونة من الأنبا يؤانس سكرتير البابا، والأنبا هيدرا أسقف أسوان والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص والأنبا بولا أسقف طنطا، وحاليًا قسمت الإيبارشية لاجزاء ورسم عليها اساقفة عموم للخدمة.
وفى ضوء بحث المجمع المقدس لاشكالية الاساقفة المستبعدين فى جلسة المجمع المقدس فى يونيو ٢٠١٣، وكانوا آنذاك الأنبا تكلا أسقف دشنا، والأنبا متياس أسقف المحلة، والأنبا أمونيوس أسقف الأقصر، عقب عرض اللجنة المشكلة لبحث أزمتهم لتقاريرهم.
وفى النهاية، قررالمجمع المقدس عودة الأنبا تكلا، فيما قام الأنبا بيشوى، مطران دمياط، بعرض الأخطاء اللاهوتية والعقائدية والطقسية للأنبا متياس أسقف المحلة، ليؤكد ضرورة التصويت لاستمرار استبعاده، وتم اتخاذ قرار برفض عودته للإيبارشية، وقرر المجمع المقدس تفويض البابا تواضروس لاختيار أسقف للمحلة.
فيما شهدت جلسة المجمع مشادة أخرى، عقب بحث عودة الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر المستبعد، ليقرر المجمع المقدس إنهاء عمل اللجنة البابوية المشرفة على الإيبارشية وتفويض البابا تواضروس لاختيار راهب أو أسقف لرعاية الإيبارشية وهو ما ادي لرسامة اساقفة عموم ومازال اهالي الاقصر يجددون مطلبهم بعودة الأنبا امونيوس.